بسم الله الرحمن الرحيم

رسوم المسنين وعلاقتها برسوم الأطفال

إن هناك مقولة تقول بأن خصائص رسوم المسنين تشابه خصائص رسوم الأطفال ، كذلك فإن المسن إذا طلب منه أن يرسم فإنه يبدأ الرسم من حيث انتهى وهو طفل ، لهذا السبب يكون التشابه الكبير بين رسوم الأطفال ورسوم المسنين ، لكن ما هو سبب هذا التشابه ، هل هو البواعث والانفعالات والمعلومات والمهارات التي تمثل الإطار الكلي لتجربة كل منهما ، وأن التشابه الظاهر ما هو إلا تشابه مظهري وعند التحليل سنتبين الاختلافات النفسية والاجتماعية والثقافية .

كثير من المسنين لم يتعلم أو يدخل المدرسة وغالبية هؤلاء لم تتح لهم الفرص أن يتعلموا الرسم تحت إشراف مدرس خاص ،بل وعدد كبير من هؤلاء يعتبرون من الأميين ، والتفاتهم لموضوع الرسم يتم عادة حينما يطلب منهم ذلك لتجربة معينة ، فيلبوا الطلب دون اهتمامات سابقة أو لاحقة . لذلك فمن الصعب القيام بتحليل رسوم المسنين من خلال المقارنة بين رسومهم ورسوم الكبار ، ومن خلال تعاملي مع أحد المسنين تبينت أنهم عندما طرحت عليهم الفكرة أخذوها بشيء من عدم الاهتمام والاستهتار وعدم أخذها بعين الاعتبار لذلك حاولت أن أؤكد الفكرة وأطرحها عليهم بشكل موضوعي وحاولت أن أقنعهم بأهمية رسومهم التي لا يقدرونها ، وبدأ بالفعل أحدهم بالتجربة وحاول أن يبين في رسومه البيئة التي يعيشها واهتمامه بكل مظاهر الرزق التي يكسب منها قوت يومه فقد رسم مجموعة من أشجار النخيل والأشجار المنتجة للفاكهة والخضراوات وكل ذلك نتبينه في الرسومات المرفقة بالبحث ، كذلك فقد طرحت على أحدهن موضوع رسم جسم الإنسان ، وقد تبينت أنها لا تهتم في وضع رسم الأشخاص أكان واقفاً أم جالساً أو مرسوماً من الأمام أو من الجانب ، ولا يهم نوع الوظيفة التي يؤديها ، المهم هنا نوع الاتجاه السائد في كل رسم ومن خلال تحليلي تبين أنه بالفعل يوجد العديد من التشابه بين خصائص رسوم الأطفال وبين خصائص رسو م المسنين ومنها ما يلي : -


روح الطفولة :

أي أنه تسود في عينه رسوم المسنين روح الطفولة بوجه عام ، ومعنى ذلك أن طريق العلاج التي يلجأ إليها الأطفال تستخدم أيضا في حالة المسنين ، فمثلاً طريقة رسم اليدين بشكل إشعاعات عند المسنين هي نفس الخاصية التي يرسم بها الأطفال الشمس في رسومهم ، كما أن رسم أصابع اليد كتفريع الشجر الذي يظهر مثلا منه في أيدي الأشخاص متوافر أيضاً في رسوم الأطفال ، كما أن نظرة المسن تهتم بالكليات أكثر من اهتمامها بالتفاصيل وهو نفس الاهتمام الذي يتجه إلية الأطفال حيث تغلب الكليات

الذات والموضوع :


من الخصائص المميزة لرسوم الأطفال أن هناك تدرجاً واضحاً من الذات إلى الموضوع تدرجاً من المدركات الكلية إلى المدركات الجزئية ، ومن الرمزية إلى الواقعية ومن عام الخيال إلى العالم المرئي .

المهارات :


إن المقصود بالمهارة قدرة الفرد على الأداء المحكم الذي يلخص فيه تجربة بأقل خطوط ممكنة وبأسرع وقت ، وبلا تردد فالمشاهد أن الطفل تتكون مهارته تدريجياً بما يتناسب نموه العضلي وعند حضوره إلى المدرسة في سن السادسة تمكنه مهارته من رسم الرموز التي يمكن فهم المقصود من ورائها ، وحين ننتقل إلى المسنين نجد أن نموهم العضلي قد مر في مراحل فيزيقية مختلفة يكون المتوقع منها أن يتفوقوا في مهاراتهم على مهارات الأطفال

دمتم بود